بينما يستقبل العالم فجر يوم جديد، يستعد حجاج بيت الله الحرام لخوض تجربة روحانية فريدة من نوعها، ففي صباح اليوم السبت التاسع من ذي الحجة لعام 1445 هـ، انطلقت قلوب وأرواح الحجاج نحو صعيد عرفات المبارك، حاملين معهم أماني العفو والغفران، حيث يتخلل هذا اليوم شعور عميق بالتقوى والسكينة، وهم يسعون لنيل رضا الخالق والتبرؤ من ذنوبهم، مستشعرين حضور الله في كل خطوة.
حجاج بيت الله الحرام
تتابع قوافل الحجاج هذه المسيرة المباركة تحت إشراف أمني دقيق، حيث تولى أفراد من مختلف القطاعات الأمنية مهام تأمين سلامة طرق المركبات والمشاة، وتم التخطيط بعناية لضمان انسيابية حركة الحجاج وإرشادهم بكل حزم وود.
في هذا الإطار، أظهرت مختلف القطاعات الحكومية استعدادًا كاملاً لخدمة ضيوف الرحمن، موفرةً كافة الخدمات من طبية وإسعافية إلى تموينية في كل ركن من أركان المشعر، وهذه التجهيزات تأتي لضمان راحة الحجاج الذين قدموا من شتى بقاع الأرض، متحدين المصاعب لأداء هذه الشعيرة المقدسة.
حركة مرورية منظمة
الانتقال من مشعر منى إلى عرفات تم بسلاسة، حيث شهدت المسارات المؤدية إلى عرفات حركة مرورية منظمة، وفي هذا اليوم المبارك، يؤدي حجاج بيت الله صلاة الظهر والعصر جمعًا وقصرًا في مسجد نمرة، مُحافظين على سُنة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلَّم.
الانطلاق نحو مزدلفة
وبانحسار ضوء شمس هذا اليوم، يستعد حجاج بيت الله للانطلاق نحو مزدلفة، حامدين المولى على فضله وكرمه. في مزدلفة، يؤدون صلاة المغرب والعشاء، ويلتقطون الحصى استعدادًا لشعيرة رمي الجمار، ويقضون ليلتهم هناك في انتظار فجر يوم عِظَام – أول أيام عيد الأضحى المبارك – مُتَّبِعِيْنَ سُنَّةَ الرسول صلى الله عليه وسلم؛ حيث بات فيها وصلى الفجر.
تعليقات