بعد رميهم جمرة العقبة في مشعر منى ها هم حجاج بيت الله الحرام يتوجهون مرة أخرى إلى مكة المكرمة لأداء أحد أركان الحج الذي لا يتم بدونه ألا وهو طواف الإفاضة الذي سمي بذلك لأن الحجاج يفيضون من مِنى إلى الحرم المكي لأداء هذا الركن في أيام النحر، هذا المقال سيقدم لكم إجابات وافية عن طواف “الفرض” وكيفية أدائه والأحكام الفقية المرتبطة حسب المذاهب الفقهية الإسلامية الأربعة.
حكم طواف الإفاضة من الكتاب
ويسمى أيضاً طواف الزيارة، وطواف الصدر، وطواف الفرض، وهو ركن لا يصح الحج بدونه، ودليل ذلك من القرآن قوله تعالى في سورة الحج (ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ) [الحج: 29].
حكم طواف الإفاضة من السنة
اتفق الفقهاء في المذاهب الأربعة على أنه ركن استناداً للدليل القرآني أعلاه، وشاهد من السنة النبوية المطهرة هو:
“روي أنَّ صَفِيَّةَ بنتَ حُيَيٍّ- زوجَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- حاضَتْ، فذكَرَتْ ذلك لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال: ((أحابِسَتُنا هي؟ قالوا: إنَّها قد أفاضت، قال: فلا إذًا. وفي روايةٍ لمسلمٍ: لَمَّا أراد النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أن ينفِرَ، إذا صفِيَّةُ على بابِ خِبائِها كئيبةً حزينةً. فقال: عَقْرى حَلْقى! إنَّكِ لحابِسَتُنا. ثم قال لها: أكنتِ أفضْتِ يومَ النَّحرِ؟ قالت: نعم. قال: فانفِري”
وقت طواف الافاضة
يسن أن يكون هذا الطواف يوم النحر في أول النهار بعد رمي الجمرات والنحر والحلق، أما إذا أخر الحاج طوافه إلى أيام التشريق فطوافه صحيح ولا شيء عليه كما تشير فتاوى العلماء المستندة إلى هدي الإسلام، وفيما يتعلق بنهاية وقت الإفاضة ففيه قولان أحدهما بوجوب الإتيان به في ذي الحجة، والآخر بعدم تحديده بزمن.
كيف يؤدى طواف الإفاضة؟
كغيره من أنواع الطواف التي تشمل طواف القدوم وطواف الوداع، فإن طواف الإفاضة يكون موافقاً للسنة كما يلي:
- يبدأ من الحجر الأسود (إن أمكنه تقبيله فقد وافق السنة، وإن لم يستطع فلا شيء عليه).
- يطوف 7 أشواط.
- يكبر في بداية كل شوط.
- يجعل الكعبة المشرفة عن يساره (عكس عقارب الساعة).
- يستحب المسح على الركن اليماني الذي يسبق الحجر الأسود، وذلك في كل شوط.
- يستحب كذلك إكثار الدعاء والذكر والتوجه إلى الله.
تعليقات