في التايكوندو .. زيد كريم يحرز الميدالية الفضية ويصل إلى نهائي أولمبياد باريس

شهدت الأردن لحظة تاريخية جديدة في الساحة الرياضية العالمية في رياضة التايكوندو حيث أضافت إنجازًا بارزًا إلى سجلها الأولمبي، مما يعزز مكانتها بين الدول التي تميزت في رياضات الفنون القتالية، هذا النجاح لم يأت من فراغ، بل كان نتاجًا لجهود متواصلة وتضحيات كبيرة قدمها الرياضيون الأردنيون على مر السنوات، ليضعوا بلدهم على خارطة الرياضة العالمية بكل فخر واعتزاز.

زيد كريم يحقق فضية في التايكوندو

حقق اللاعب الأردني زيد عبد الكريم إنجازًا تاريخيًا في أولمبياد باريس 2024 بإحرازه الميدالية الفضية في منافسات التايكوندو لوزن 68 كجم، بعد نزال قوي أمام منافسه الأوزبكي أولوجبيك راشيتوف، وعلى الرغم من خسارته في النهائي، أضاف عبد الكريم ميدالية جديدة إلى رصيد الأردن الأولمبي، وهي الرابعة في تاريخ البلاد والثالثة في هذه الرياضة، ليعزز بذلك مكانة الأردن في عالم الرياضة القتالية.

وجاء تأهل زيد عبد الكريم إلى النهائي بعد مواجهة قوية مع البريطاني برادلي سيندين، حيث تغلب عليه بنتيجة 2-1 في مباراة نصف النهائي، سيندين، الذي يعتبر من أبرز لاعبي “التايكوندو” في العالم، وحامل لقب بطولة أوروبا مرتين والحاصل على فضية أولمبياد طوكيو، لم يكن خصمًا سهلاً، إلا أن عبد الكريم تمكن من التغلب عليه بفضل جاهزيته العالية وجهوده المستمرة.

تاريخ الأردن والعالم العربي في الألعاب الأولمبية

إنجاز زيد عبد الكريم في باريس 2024 يضاف إلى سجل الأردن الحافل في الألعاب الأولمبية، حيث كانت جميع الميداليات السابقة للمملكة في فنون القتال:

  • فأولى الميداليات الأردنية جاءت في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016، عندما فاز أحمد أبو غوش بذهبية “التايكوندو” في نفس الوزن.
  • ثم توالى التألق في طوكيو 2020، حيث أحرز صالح الشرباتي الفضية في وزن 80 كجم.
  • كما نال عبد الرحمن المصاطفة برونزية الكاراتيه في وزن 67 كجم.

ولا يقتصر تألق العرب في الرياضات القتالية على الأردن فقط، إذ حققت مصر أربع ميداليات برونزية في الألعاب الأولمبية، بينما حصلت تونس على فضية وبرونزيتين، وهذا النجاح يعكس النمو الكبير للعبة في المنطقة، والتزام الدول العربية بتطوير رياضات الفنون القتالية.

التحضيرات والمثابرة

لقد كانت رحلة زيد عبد الكريم نحو أولمبياد باريس مليئة بالتحديات والصعوبات، فقد قضى اللاعب الأشهر السابقة في معسكرات تدريبية في دول عدة، مثل أوزبكستان والسعودية وفرنسا وتايوان وفيتنام، بعيدًا عن وطنه وعائلته. وعلى الرغم من صعوبة الابتعاد عن الأهل والأصدقاء، أثبت عبد الكريم أن التضحيات الكبيرة تؤتي ثمارها، إذ وصف تلك الفترة بأنها الأصعب في حياته، لكنه عبر عن سعادته الغامرة بتحقيق حلمه في التأهل للنهائي.

دور المدرب فارس العساف

كما ولعب المدرب فارس العساف دورًا محوريًا في مسيرة زيد عبد الكريم، حيث عمل معه على مدار سنوات لتحقيق هذا الإنجاز، وعلى الرغم من أن العساف لم يسبق له المشاركة كلاعب في الأولمبياد، إلا أنه نجح في قيادة لاعبين إلى النهائي في دورتين متتاليتين، بدءًا من أولمبياد ريو دي جانيرو 2016 وصولاً إلى باريس 2024، وقد عبر العساف عن فخره بما حققه عبد الكريم، مشيرًا إلى أن هذا النجاح هو ثمرة جهد وتفاني سنوات طويلة.