فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة ولماذا سميت بالحائلة

سورة الكهف، من السور المكية وهي تحتل مكانة مميزة في القرآن الكريم لما تتضمنه من دروس وعبر، وكذلك لما تشمله من قصص تعنى بتوجيه القلوب وتثبيت الإيمان، هذه السورة، التي تحمل اسم “الكهف” نسبة إلى القصة الرئيسية فيها، تتناول مجموعة من القصص والعظات التي تعكس رحمة الله وعدله.

سورة الكهف

سورة الكهف هي السورة رقم 18 في ترتيب المصحف الشريف، وهي سورة مكية تتألف من 110 آيات، ولقرائتها وتلاوتها يوم الجمعة فضل كبير لما ورد من ذلك عن الرسول صلى الله عليه وسلم من أنها تمنح المسلم نورًا روحانيًا بين الجمعتين، مما ينعكس إيجابيًا على حياته.

قال صلى الله عليه وسلم: “من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة، أضاء له من النور ما بين الجمعتين” (رواه الحاكم وصححه الألباني).

كما روي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
“من قرأ سورة الكهف ليلة الجمعة، أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق” (رواه ابن ماجه).

ما هي السورة التي يطلق عليها “الحائلة”؟

الحائلة هي “سورة الكهف” وقد جاءت هذه التسمية لأن لها تأثيراً خاصاً في حماية القارئ من النار، حيث ورد أنها تمنع وتحجز بين من يقرأها والنار، وذلك لما جاء في الحديث النبوي الشريف، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم:

“سورةُ الكهفِ تُدْعَى في التوراةِ: الحائلةُ؛ تَحُولُ بينَ قارئِها وبينَ النارِ”.

ويفضل قراءتها في يوم الجمعة من بداية اليوم حتى ليلته، أي من غروب شمس يوم الخميس وحتى غروب شمس يوم الجمعة، وبالنسبة للأوقات المفضلة للتلاوة، فإن أوقات الليل وأطراف النهار تعتبر الأكثر مناسبة لتلاوة القرآن.

قصص وعبر

تبدأ الحائلة بقصة أصحاب الكهف، وهي مجموعة من الفتيان المؤمنين الذين هربوا من ملك جائر كان يفرض عبادة الأصنام، هؤلاء الفتية لجأوا إلى الكهف حيث ناموا لسنوات طويلة، وعندما استيقظوا وجدوا أن الأمور قد تغيرت تماماً، هذه القصة تعكس قوة الإيمان والقدرة على الصمود في مواجهة الظلم، وتعليمنا أن الله قادر على تغيير الأوضاع بإرادته.

ثم تروي السورة قصة صاحب الجنتين، وهو رجل كان يمتلك ثروات ونعيمًا وفيرًا لكنه تجبر وتفاخر، ورغم كل ما كان لديه، فقد خسر كل شيء بسبب عدم تواضعه وإيمانه بفضل الله، وتبرز هذه القصة أهمية التواضع والاعتراف بنعم الله بدلاً من الغرور بالممتلكات والمال.

تتضمن السورة أيضاً القصة المثيرة لموسى والخضر، حيث يلتقي نبي الله موسى بعبد صالح يسمى الخضر، الذي يمتلك علمًا لا يعلمه موسى، وتعكس هذه القصة أهمية التواضع في طلب العلم والصبر على ما قد لا نفهمه من أقدار الله وحكمه، مما يعزز من قدرة المؤمنين على التعامل مع المواقف الصعبة بفهم أعمق.